ألفاظ (الخروج والبروز والتجلي والظهور) ليست دليل على التجسيم في حق الله تعالى

القواعد والأصول العقائدية
أضف رد جديد
الباحث المفكر
مشاركات: 108
اشترك في: الأربعاء سبتمبر 03, 2025 8:02 pm

ألفاظ (الخروج والبروز والتجلي والظهور) ليست دليل على التجسيم في حق الله تعالى

مشاركة بواسطة الباحث المفكر »

.
ألفاظ (الخروج والبروز والتجلي والظهور) ليست دليل على التجسيم في حق الله تعالى

من كتاب (تأسيس التقديس)

قال عليه السلام: ((سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته))(1). وفي رواية: ((لا تضارون)). والتأويل: أن المقصود تشبيه الرؤية بالرؤية، لا تشبيه المرئي بالمرئي. ومعنى قوله ((لا تضامون)): أي لا ينضم بعضكم إلى بعض كما تنضمون في رؤية الهلال رأس الشهر، بل ترونه جهرة من غير تكلُّف لطلبه كما ترون البدر. وقوله: ((لا تضارون)) أي لا يلحقكم ضرر في طلب رؤيته. بل ترونه من غير تَكَلُّفِ الطلب. وما روى ((تضامون)) مخففاً فالمراد منه: الضيم. أي: لا يلحقكم فيه ضيم.

وقال أيضاً عليه السلام: ((إن الله يبرز كل يوم جمعة لأهل الجنة على كثيب من كافور، فيكون في القرب على تبكيرهم إلى الجمعة. ألا فسارعوا إلى الخيرات))(2). واعلم أنه قيل: إن هذا الخبر ضعيف. وإن صحَّ فالتأويل فيه: أن أهل الجنة يرونه على مقادير أوقات الدنيا فيما سبق من أعمالهم الحسنة. وأما بروزه لأهل الجنة فذلك تجليه لهم وهو أن يخلق لهم رؤية متعلقة به وهم على كثيب من كافور. وأما قربه منهم فمعناه: القرب بالرحمة. كما قال: ((مَنْ تقرَّب إليَّ شبراً تقرَّبتُ إليه ذراعاً)). ويقال للفاسق: إنه بعيد من الله تعالى.

وأيضاً ما روي أنه عليه السلام قال: ((ما منكم من أحد إلا سيخلو به ربه يوم القيامة. ويكلمه، وليس بينه وبينه ترجمان))(3). فنقول: وجه التأويل فيه أن من أراد أن يتوجَّه إلى مُهِمٍّ، فإنه يخلو به، فعبر به عنه. وأيضاً: لما كان قادراً على أن يسمع كل واحد من الخلق ما يريد إسماعه له من كلامه بحيث لا يسمع غيره ذلك جعل ذلك كالخلوة حتى يظن كل أحد أنه لا يتكلم مع غيره، والله أعلم.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحواشي السفلية والمراجع:
(1) هذا الحديث لا يثبت البتة وهو مروي في الصحيحين وغيرهما، وهو جزء من حديث الصورة الطويل المنكر، رواه البخاري في مواضع منها (6574و7440) ومسلم (182و183و184و195) من حديث أبي هريرة وأبي سعيد . وقد تكلمنا عليه في مواضع عديدة ههنا وكذلك في "شرح الطحاوية" وشرح الجوهرة والتعليق على "دفع شبه التشبيه"، وفيه إثبات الصورة والتغير والساق للمولى سبحانه وتعالى عن ذلك علواً كبيراً. وهناك رواية للحديث في الصحيحين عن جرير بن عبد الله مختصراً دون الكلام على الصورة وغيرها ولا تصح كما بينته مفصلاً في رسالة الرؤية.
(2) موضوع وهو من الخرافات الإسرائيلية. وهو موقوف من حديث ابن مسعود. رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (9/238) وعبدالله في كتاب "السنة" (476) وغيرهما. وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (1/339): [رواه الطبراني في الكبير وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه]. وقال متناقض عصرنا في "ضعيف الترغيب والترهيب" برقم (435): [ضعيف موقوف]. وفي إسناده: المسعودي اختلط كما تجد ذلك في ترجمته في مثل ((تهذيب الكمال)) (17/224)، وأبو عبيدة هو ابن عبدالله بن مسعود ولم يدرك الرواية عن أبيه فهو منقطع الإسناد أيضاً، قال المــــزي في ((تهذيب الكمـال)) (14/61/3051): ((روى عن البراء ابن عازب وأبيه عبدالله بن مسعود ولم يسمع منه)) وقال الترمذي في السنن (1/28): ((وأبو عبيدة بن عبدالله بن مسعود لم يسمع من أبيه))، في إسناده المنهال وهو صاحب طامات! كان يحيى بن معين يضع من حديثه. وقال المغيرة بن مقسم: إنَّ شهادة المِنْهَال على دِرْهمين لا تجوز وكان ينهى الأعمش عن الرواية عن المنهال، وقد غمزه يحيى القطان وتركه شعبة، وقال أبــو الحسن القطان: كان أبو محمد بن حزم يُضَعّف المنهال. وقــال ابـن حــزم فــي ((المحلــى)) (1/22): ((ليــس بالقــوي)). وذكره العُقَيْلي في ((الضعفاء)) (4/236/1830). والمتن منكر، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً!! وقد وقفت على بعض أحاديث من رواية المنهال بن عمرو عن أبي عبيدة عن ابن مسعود أو عن أبي عبيـدة عـن أبي وائل عن ابن مسعود وهي منكرة شنيعة مثل الحديث رقم (15) و (108) في كتاب "العلو".
(3) رواه البخاري في مواضع منها: (7443) و (7512) ومسلم (1016) من حديث
عدي بن حاتم مرفوعاً. وهو حديث باطل مردود، وذلك لأن رواياته في الصحيحين تدل على أن هذا الكلام إنما يحصل لأهل جهنم قبل أن يدخلوها! وهؤلاء قال الله عنهم {وَلَا يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} البقرة: 174، ولفظ الحديث في البخاري (1413): ((ثم ليقفن أحدكم بين يدي الله ليس بينه وبينه حجاب ولا ترجمان يترجم له ثم ليقولن له ألم أوتك مالاً فليقولن بلى ثم ليقولن ألم أرسل إليك رسولاً فليقولن بلى فينظر عن يمينه فلا يرى إلا النار ثم ينظر عن شماله فلا يرى إلا النار فليتقين أحدكم النار ولو بشق تمرة)) وفي لفظ للبخاري (3595): ((وليلقين الله أحدكم يوم يلقاه وليس بينه وبينه ترجمان يترجم له فليقولن له ألم أبعث إليك رسولاً فيبلغك فيقول بلى فيقول ألم أعطك مالاً وأفضل عليك فيقول بلى فينظر عن يمينه فلا يرى إلا جهنم وينظر عن يساره فلا يرى إلا جهنم)). وفي ألفاظه ما يخالف القرآن! وفي ألفاظه اضطراب! انظر الحديث التاسع في كتابنا أحاديث الرؤية.
أضف رد جديد

العودة إلى ”القواعد والأصول العقائدية“