لفظ النور على الله تعالى ليس دليل لإثبات عقيدة التجسيم

القواعد والأصول العقائدية
أضف رد جديد
الباحث المفكر
مشاركات: 108
اشترك في: الأربعاء سبتمبر 03, 2025 8:02 pm

لفظ النور على الله تعالى ليس دليل لإثبات عقيدة التجسيم

مشاركة بواسطة الباحث المفكر »

لفظ النور على الله تعالى ليس دليل لإثبات عقيدة التجسيم

من كتاب (تأسيس التقديس)

قال الله تعالى: {اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَوةٍ} النور: 35، وروى ابن خزيمة في كتابه عن طاووس عن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول في دعائه: ((اللهم لك الحمد أنت نور السموات والأرض ومن فيهن، فلك الحمد. أنت قيوم السموات والأرض ومن فيهن))(رواه البخاري (1120)، ومسلم (769) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما).
واعلم أنه لا يصح القول بأنه تعالى هو هذا النور المحسوس بالبصر. ويدل عليه وجوه:
الأول: أنه تعالى لم يقل إنه نور، بل قال: إنه {نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ} ولو كان نوراً في ذاته لم يكن لهذه الإضافة فائدة.
الثاني: لو كان تعالى نور السموات والأرض بمعنى الضوء المحسوس لوجب أن لا يكون في شيء من السموات والأرض ظلمة البتة. لأنه تعالى دائم لا يزال ولا يزول.
الثالث: لو كان تعالى نوراً بمعنى الضوء لوجب أن يكون هذا الضوء مغنياً عن ضوء الشمس والقمر والنار. والحس دال على خلاف ذلك.
الرابع: أنه تعالى أزال هذه الشبهة بقوله تعالى: {مَثَلُ نُورِهِ} فأضاف النور إلى نفسه، ولو كان تعالى نفس النور وذاته، لامتنعت هذه الإضافة. لأن إضافة الشيء إلى نفسه ممتنعة. وكذلك قوله: {يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ} النور: 35.
الخامس: إنه تعالى قال: {وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ} الأنعام: 1، فتبين بهذا أنه تعالى خالق الأنوار.
السادس: أن النور يزول بالظلمة. ولو كان تعالى عين هذا النور المحسوس لكان قابلاً للعدم. وذلك يقدح في كونه قديماً واجب الوجود.
السابع: أن الأجسام كلها متماثلة - على ما سبق تقريره - ثم إنها بعد تساويها في الماهية تراها مختلفة في النور والظلمة، فوجب أن يكون الضوء عَرَضاً قائماً بالأجسام والعرض يمتنع أن يكون إلهاً.

فثبت بهذه الوجوه: أنه لا يمكن حمل النور على ما ذكروه. بل معناه: إنه هادي أهل السموات والأرض أو معناه مُنَوِّر السموات والأرض على الوجه الأحسن والتدبير الأكمل، كما يقال: فلان نور هذه البلدة. إذا كان سبباً لصلاحها. وقد قرأ بعضهم ( لله نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ) والله أعلم.
أضف رد جديد

العودة إلى ”القواعد والأصول العقائدية“