المرحلة العمرية التي يصل الإنسان فيها إلى الاستيعاب الذي يصلح معه التكليف:
قال سماحة العلّامة حسن السقاف:
وضع الله تعالى حَداً لمرحلة يصل العقل فيها لمستوى يستطيع أن يستوعب فيها الاستيعاب المطلوب، وهي البلوغ. روى البخاري (٢٦٦٤) عن ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا : أَنَّ رَسُولَ اللهِ عَرَضَهُ يَوْمَ أُحُدٍ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةٌ فَلَمْ يُجِزْنِي ثُمَّ عَرَضَنِي يَوْمَ الْخَنْدَقِ وَأَنَا ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةٌ فَأَجَازَنِي قَالَ نَافِعِ : فَقَدِمْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهُوَ خَلِيفَةٌ فَحَدَّثْتُهُ هَذَا الْحَدِيثَ فَقَالَ: إِنَّ هَذَا لَحَدٌ بَيْنَ الصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ وَكَتَبَ إِلَى عُمَّالِهِ أَنْ يَفْرِضُوا لِمَنْ بَلَغَ خَمْسَ عَشْرَةَ. ورواه البخاري (٤٠٩٧) ومسلم (١٨٦٨) دون قصة نافع، ورواه ابن حبان في صحيحه (۳۰/۱۱) عن نافع عن ابن عمر : قال : عُرِضْتُ على رسول الله الله وأنا ابن أربع عشرة سنة فلم يُجزني ولم يرني بَلَغْتُ ثم عُرِضْتُ عليه وأنا ابن خمس عشرة سنة فأجازني. ورواه الدارقطني (٤ / ١١٥) وصححه، وابن الأعرابي في معجمه (١٦٦/٣)، قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" عن قوله في الحديث ( ولم يرني بلغت): [وَهِيَ زِيَادَةٌ صَحِيحَةً لا مَطْعَنَ فِيهَا، لِجَلَالَةِ ابْن جُرَيْجٍ وَتَقَدُّمِهِ عَلَى غَيْرِهِ فِي حَدِيثِ نَافِعٍ، وَقَدْ صَرَّحَ فِيهَا بِالتَّحْدِيثِ فَانْتَفَى مَا يُخْشَى مِنْ تَدْلِيسِهِ، وَقَدْ نَصَّ فِيهَا لَفْظُ ابْن عُمَر بِقَوْلِهِ : "وَلَمْ يَرَنِي بَلَغْتُ" وَابْنُ عُمَرَ أَعْلَمُ بِمَا رَوَى مِنْ غَيْرِهِ وَلَا سِيَّمَا فِي قِصَّةٍ تَتَعَلَّقُ بِهِ]. وانتبه إلى أن المراد بالسنة هنا السنة القمرية.
المرحلة العمرية التي يصل الإنسان فيها إلى الاستيعاب الذي يصلح معه التكليف:
-
- Posts: 937
- Joined: Sat Nov 04, 2023 1:45 pm