متن العقيدة الإسلامية: الحلقة العاشرة /مقدمات لا بد منها :

القواعد والأصول العقائدية
Post Reply
عود الخيزران
Posts: 937
Joined: Sat Nov 04, 2023 1:45 pm

متن العقيدة الإسلامية: الحلقة العاشرة /مقدمات لا بد منها :

Post by عود الخيزران »

متن العقيدة الإسلامية: الحلقة العاشرة /مقدمات لا بد منها :
قال سماحة السيد المحدّث حسن السقاف في كتابه "متن العقيدة والتوحيد":

(فصل، مقدمات):


يجب على المُكَلَّف ( وهو المتمكن من فهم الخطاب ودعوة الإسلام أي العاقل البالغ سليم الحواس الذي بلغته دعوة الإسلام) أن يدين الله تعالى بعقيدة الإسلام. قال تعالى: {وَلا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} المؤمنون: ٦٢، وأن يعتقد بأن الدين الصحيح المقبول عند الله الذي تحصل النجاة باعتقاده هو دين الإسلام الذي بعث به سيدنا محمد ، وما سواه باطل مردود، لقوله تعالى: ﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) آل عمران: ٨٥. وقال تعالى: ﴿وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ﴾ البقرة: ١٣٥. واحتجاج بعضهم بقوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ البقرة: ٦٢ ، ليس حجة تعذر من لم يؤمن الآن بسيدنا محمداً ويتبعه، ولا تحكم هذه الآية الكريمة وأمثالها بأنه يكون ناجياً عند الله تعالى، لأن القرآن يفسر بعضه بعضاً ولا بد من جمع الآيات الواردة في هذه القضية لتتبين لنا قيود المسألة وضوابطها، فهذه الآية الكريمة سيقت في سياق فيه أن اليهود طغوا وبغوا وظلموا أنفسهم وأنهم عبدوا العجل وقالوا: لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً البقرة: ٥، وأنهم كما جاء : ﴿وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنْ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ البقرة: ٦١، فالله تعالى بين أثناء ذلك أنَّ مَنْ آمن بالله وعمل صالحاً منهم ومن غيرهم فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون فيكون تفسير الآية الكريمة ومعناها هو : أن كل من آمن بالله تعالى قبل مبعث سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم (أي آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وعمل صالحا أي أدى ما فرضه الله عليه وانتهى عن كبائر الذنوب ) فهو ناج عند الله تعالى، ثم بعد مبعث سيدنا محمد الله كل من آمن بهذه الأمور منهم وزاد عليها الإيمان بسيدنا محمد له فهو ناج، قال تعالى: ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾ الأعراف : ١٥٨ ، وقال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ سبا: ۲۸. وقال تعالى : ﴿وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيرًا الفتح : ١٣ . وقد أخذ الله العهد والميثاق من الأنبياء والرسل أن يؤمنوا به صلى الله عليه وآله وسلم وينصروه إذا بُعِثَ كما ثبت في القرآن الكريم (آل عمران: ۸۱) وبين الله تعالى أن الرسل بشرت أممها به له ومن ذلك قوله تعالى: ﴿وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ الصف: ٦، وقال الله تعالى: ﴿وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ مُصَدِّقُ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللهِ عَلَى الْكَافِرِينَ ) البقرة: ٨٩. وبذلك تبين أن الذين لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون هم المؤمنون بما ذكرنا ومعه الإيمان بسيدنا محمد الله واتباعه. قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ﴾ آل عمران : ٨٥ .

فالمكلف كما تقدم هو البالغ (١) العاقل الذي لم يفقد حاستي السمع والبصر معا الذي بلغته دعوة الإسلام مجملة مع شيء من البيان وعَرْضِ أهم ما يدعو إليه الإسلام، كما كان النبي الله يدعو من يأتي إلى مكة من وفود العرب في موسم الحج فيعرض عليهم الدين الذي أرسله الله تعالى به ويُفهمهم ويذكر لهم أسسه، قال تعالى فيمن لا يمكنه أن يعقل : صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ﴾ البقرة : ۱۷۱ ، وقال تعالى : ﴿وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّةٌ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ النحل: ٧٦. وقال تعالى: ﴿إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً ) الإسراء : ٣٦، ويشترط أيضا في المكلف أن تصله دعوة الإسلام ( وهي الفكرة الشمولية العامة التي ينبغي أن تصل للكافر حتى تلزمه الحجة ويصبح مكلفا)، ويجمع ذلك قولنا: (المتمكن من الإدراك والفهم، قال تعالى : ﴿فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلاً وَآتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا الأنبياء: ٧٩، وقال تعالى: ﴿لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾ البقرة : ٢٨٦. وقال تعالى: ﴿وَابْتَلُوا الْيَتَامَىٰ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ ﴾ النساء : ٦ .

ويجب أن يعتقد المكلف بأنه عبد الله تعالى وأن يُشْعِر نفسه بذلك، وينبغي أن يستعمل هذا التعبير في حق نفسه ليحقق رتبة العبودية على ذاته، وهذا تحقيق لقول الله تعالى : ﴿قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللهِ آتَانِي الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا مريم : ٣٠، وهذا من أبواب التزكية التي هي من مقاصد الشريعة المشمولة بقوله سبحانه: ﴿وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ﴾ البقرة: ١٢٩، وقال تعالى: ﴿لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ آل عمران : ١٦٤ ، فذكر أن التزكية من أسس هذا الدين، وهي التخلق والتحلي بكل فضيلة والتخلي عن كل رذيلة، أي التأدب والتخلق بآداب القرآن الكريم والسنة المطهرة الثابتة الصحيحة.

ويجب على كل مسلم أن يتعلم التوحيد ومسائل الاعتقاد ( بطريقة سهلة بسيطة ميسرة وليس على طريقة المناطقة والفلاسفة وأصحاب الحواشي المعقدة المليئة بالإعرابات والشرود عن لب الموضوع الأساسي فإنها تَصُدُّ الناس عن تعلم التوحيد لِعُسْرِهَا وصعوبة فهمها ومخالفة أفكارها أحيانا للنصوص الشرعية ) لقوله تعالى : ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الله سورة سيدنا محمد :١٩، ولقوله: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ العلق : ١ ، كما يجب على مَنْ قَدَرَ أن يعلمها غيره، ويجب على الجميع المساهمة في بثها بين الناس بشتى الوسائل كالتعليم ونشرها في وسائل التواصل الاجتماعي بين الناس والإنفاق على ذلك، بالحسنى لقوله تعالى: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبَّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴾ النحل : ١٢٥، وقال تعالى: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ آل عمران: ١٥٩، وقال تعالى: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنْ اتَّبَعَنِي ) يوسف:١٠٨، وليس بطريقة فرض الرأي على الآخرين بالإكراه والجبر والعنف التي سلكها المجسمة وغيرهم من المتعصبين على مر التاريخ من سب المخالفين وشتمهم وأذيتهم واستباحة دمائهم .. (٢). ويجب نشر العلم والفكر الإسلامي الحق وعدم كتمه لقوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاعِنُونَ * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾ البقرة: ١٥٩ - ١٦٠ .

ويجب الحذر من كل فرقة إسلامية أو شخص يقول بأن علم العقائد والفقه وغيرهما من علوم الشرع أمور خلافية يجب الابتعاد عنها، والقائل بذلك مضل آثم، لأنه صد عن سبيل الله تعالى وعن العلم، يقول الله تعالى: .. فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ﴾ التوبة : ١٢٢ ، ويقول تعالى : ﴿وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ نَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ هَلْ يَرَاكُمْ مِنْ أَحَدٍ ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ﴾ التوبة : ۱۲۷ . وقال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ الأنعام: ١٥٩ .



الحواشي السفلية:

(١) وضع الله تعالى حَداً لمرحلة يصل العقل فيها لمستوى يستطيع أن يستوعب فيها الاستيعاب المطلوب، وهي البلوغ. روى البخاري (٢٦٦٤) عن ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا : أَنَّ رَسُولَ اللهِ عَرَضَهُ يَوْمَ أُحُدٍ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةٌ فَلَمْ يُجِزْنِي ثُمَّ عَرَضَنِي يَوْمَ الْخَنْدَقِ وَأَنَا ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةٌ فَأَجَازَنِي قَالَ نَافِعِ : فَقَدِمْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهُوَ خَلِيفَةٌ فَحَدَّثْتُهُ هَذَا الْحَدِيثَ فَقَالَ: إِنَّ هَذَا لَحَدٌ بَيْنَ الصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ وَكَتَبَ إِلَى عُمَّالِهِ أَنْ يَفْرِضُوا لِمَنْ بَلَغَ خَمْسَ عَشْرَةَ. ورواه البخاري (٤٠٩٧) ومسلم (١٨٦٨) دون قصة نافع، ورواه ابن حبان في صحيحه (۳۰/۱۱) عن نافع عن ابن عمر : قال : عُرِضْتُ على رسول الله الله وأنا ابن أربع عشرة سنة فلم يُجزني ولم يرني بَلَغْتُ ثم عُرِضْتُ عليه وأنا ابن خمس عشرة سنة فأجازني. ورواه الدارقطني (٤ / ١١٥) وصححه، وابن الأعرابي في معجمه (١٦٦/٣)، قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" عن قوله في الحديث ( ولم يرني بلغت): [وَهِيَ زِيَادَةٌ صَحِيحَةً لا مَطْعَنَ فِيهَا، لِجَلَالَةِ ابْن جُرَيْجٍ وَتَقَدُّمِهِ عَلَى غَيْرِهِ فِي حَدِيثِ نَافِعٍ، وَقَدْ صَرَّحَ فِيهَا بِالتَّحْدِيثِ فَانْتَفَى مَا يُخْشَى مِنْ تَدْلِيسِهِ، وَقَدْ نَصَّ فِيهَا لَفْظُ ابْن عُمَر بِقَوْلِهِ : "وَلَمْ يَرَنِي بَلَغْتُ" وَابْنُ عُمَرَ أَعْلَمُ بِمَا رَوَى مِنْ غَيْرِهِ وَلَا سِيَّمَا فِي قِصَّةٍ تَتَعَلَّقُ بِهِ]. وانتبه إلى أن المراد بالسنة هنا السنة القمرية.

(٢) قال الذهبي في فتنة سنة ٣١٧هـ في تاريخ الإسلام" (٢٣ / ٣٨٤ طبعة تدمري ) في حوادث سنة (۳۱۷هـ): [الفتنة في تفسير آية: وهاجت ببغداد فتنة كبرى بسبب قوله: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً}، الإسراء : ۷۹ ، فقالت الحنابلة : معناه يُقْعِدهُ الله عَلَى عرشه كما فسره مجاهد. وقال غيرهم من العلماء : بل هي الشفاعة العظمى كما صح في الحديث. ودام الخصام والشتم واقتتلوا، حتى قتل جماعة كبيرة ]. وما فعلوه من الأذى لمثل الحافظ ابن جرير الطبري معلوم ومشهور، ولذلك وصفهم الحافظ ابن جرير الطبري صاحب التفسير وهو يبين حال أبي بكر بن أبي داود ورهطه الحنابلة بقوله: [ لا عصابة في الإسلام كهذه العصابة الخسيسة كما في "المنتظم" لابن الجوزي .(۲۱۷/۱۳)
Post Reply

Return to “القواعد والأصول العقائدية”