صيام يوم عاشوراء

[عود الخيزران]

صيام يوم عاشوراء

المشهور أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عندما دخل المدينة وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فقال : (( ما هذا )) ؟! قالوا : هذا يوم صالح هذا يومُ نجى الله بني إسرائيل من عدوِّهم فصامه موسى ، قال : (( فأنا أحق بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه )). رواه البخاري (2004) ومسلم (1130) .
وعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت : (( كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمر بصيام يوم عاشوراء فلما فرض رمضان كان من شاء صام ومن شاء أفطر )). رواه البخاري (2001) ومسلم (1125) .
وروى مسلم (1126) عن عبد الله بن عمر أن أهل الجاهلية كانوا يصومون يوم عاشوراء وأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صامه والمسلمون قبل أن يفترض رمضان فلما افترض رمضان قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (( إن عاشوراء يوم من أيام الله فمن شاء صامه ومن شاء تركه )) .
وروى البخاري (1893) ومسلم (1125) عن السيدة عائشة أنها قالت:
(إن قريشاً كانت تصوم يوم عاشوراء في الجاهلية....).
وهذا يعارض أن النبي لما دخل المدينة وجدهم يصومونه فسأل عن ذلك ... الخ.
وهذا مما يحكم على الحديث بالاضطراب.
وروى مسلم في الصحيح (1133) عن الحكم بن الأعرج قال : انتهيت إلى ابن عباس رضي الله عنهما وهو متوسد رداء في زمزم فقلت له : أخبرني عن صوم عاشوراء . فقال : إذا رأيت هلال المحرم فاعدُد ، وأصبح يوم التاسع صائماً ، قلت : هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصومه ؟ قال : نعم .
من هذه الأحاديث يتبين أنه يستحب صوم يوم عاشوراء حزناً لا تبركاً وفرحاً، وذلك بترك الطعام والإعراض عنه والالتجاء إلى الله تعالى بالصيام. لأنه يوم قتل فيه سيدنا الحسين بن سيدنا علي وابن فاطمة الزهراء بنت سيد الخلق صلى الله عليه وآله وسلم وجرت في هذا اليوم أعظم المصائب على أهله آل البيت عليهم السلام فينبغي الحزن فيه بترك الأكل وملاذِّ الحياة.

[تذكّر]: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد أمر بصيام عاشوراء لأنه يوم أنجى الله تعالى فيه سيدنا موسى عليه السلام وأغرق فرعون (إن صح ذلك وعلى ذلك إشكالات)، ثم حدثت في هذه الأمة على آل النبي صلى الله عليه وآله وسلم الأطهار البررة مصيبة قتل فيها سيدنا الحسين سيد شباب أهل الجنة رضي الله عنه فما أصابنا أولى بالاهتمام به مما أصاب غيرنا .
لا سيما وقد جاء أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عرف ذلك أنه سيحدث مستقبلاً فَحزن عليه انظر مجمع الزوائد 9/187 وما بعدها .
والله تعالى أعلم